في حديث له، تناول الدكتور محمد فائد موضوع السرطان من منظور شامل، مؤكداً أن الرعب المصاحب للمرض قد يكون أشد خطراً من المرض نفسه، حيث يؤدي إلى انهيار الحالة النفسية للمريض، والتي يعتبرها عاملاً حاسماً في رحلة العلاج. ويشير إلى أن النهج المتبع في الدول الغربية غالباً ما يتضمن دعماً نفسياً للمرضى، لإدراكهم أهمية هذا الجانب.

مرحلة ما قبل السرطان: مؤشرات لا يجب تجاهلها

يسلط الدكتور فائد الضوء على مرحلة هامة غالباً ما يتم إغفالها، وهي “مرحلة ما قبل السرطان”. في هذه المرحلة، تظهر علامات ومؤشرات تنذر باحتمالية تطور المرض مستقبلاً، مما يتيح فرصة للتدخل المبكر. ومن بين هذه المؤشرات:

  1. الحالات المزمنة: بعض الحالات التي تبدو حميدة قد تتحول إلى سرطانية مع مرور الوقت، مثل تضخم البروستاتا الذي قد يتطور إلى سرطان البروستاتا، أو بعض التكيسات والأورام الحميدة.
  2. اضطرابات الدم: خلل مستمر في تحاليل الدم، مثل النقص الحاد في الكريات الحمراء أو الصفائح الدموية، قد يكون مقدمة لسرطان الدم.
  3. المؤشرات الحيوية: ارتفاع بعض الإنزيمات في الجسم مثل الليباز، الأميلاز، الألدولاز، والفوسفاتاز، أو مؤشرات الأورام مثل PSA و CA 19-9، قد يدل على وجود نشاط سرطاني حتى قبل ظهور الورم. وقد ربطت بعض الدراسات القائمة على الملاحظة بين ارتفاع مستويات إنزيمات معينة وزيادة خطر الإصابة بأنواع محددة من السرطان.
  4. نقص المناعة والعناصر الغذائية: انخفاض حاد ومزمن في المناعة، أو نقص شديد في فيتامين د أو الحديد، يعتبر من العوامل التي يجب الانتباه إليها.

ما بعد العلاج: خطر العودة إلى المسببات

ينبه الدكتور فائد إلى أن إعلان الشفاء من السرطان ليس نهاية المطاف. فالعودة إلى نفس نمط الحياة والعادات الغذائية التي سببت المرض في المقام الأول، قد تؤدي حتماً إلى عودته مرة أخرى، حتى بعد سنوات.

العلاج الشمولي: نمط العيش هو الأساس

وفقاً للدكتور فائد، لا يمكن تحقيق علاج فعال ومستدام بالاعتماد على العلاجات التقليدية (مثل الجراحة والعلاج الكيميائي) وحدها، بينما يستمر المريض في تناول مسببات السرطان. ويشدد على أن التغيير الجذري في نمط العيش هو حجر الزاوية، ويشمل ذلك:

قوة الطبيعة: مكونات للعلاج وليست للطاقة

يقدم الدكتور فائد مفهوماً مهماً يميز بين نوعين من المكونات التي خلقها الله: مكونات للطاقة (الأكل اليومي)، ومكونات للعلاج. هذه الفئة العلاجية لا تهدف إلى إشباع الجوع أو تزويد الجسم بالسعرات الحرارية، بل تحتوي على جزيئات نشطة بيولوجياً مثل مضادات الأكسدة (الفلافونويدات والبوليفينولات) والفيتوكيميكالز. وتشمل ثلاث مجموعات رئيسية:

  1. التوابل: مثل الكركم، القرفة، القرنفل، والهيل.
  2. الأعشاب الطبية والعطرية: مثل الزعتر والأوريجانو.
  3. البذور: مثل الحلبة، الحبة السوداء، والكروية.

وقد أظهرت العديد من الدراسات المخبرية (in vitro) والحيوانية الخصائص المضادة للسرطان لهذه المكونات. على سبيل المثال، مركب الثيموكينون في الحبة السوداء، والكارفاكرول في الزعتر، والكركمين في الكركم، أظهرت جميعها قدرة على تثبيط نمو الخلايا السرطانية في بيئات معملية.

العكبر (البروبوليس): حليف طبيعي قوي

يولي الدكتور فائد أهمية قصوى للعكبر (البروبوليس)، واصفاً إياه بأنه من أقوى المكونات الطبيعية المضادة للسرطان. وتدعم هذا الرأي مجموعة كبيرة من الأبحاث العلمية (دراسات مخبرية، حيوانية، ومراجعات علمية) التي أظهرت خصائصه المضادة للأورام، والمضادة للالتهابات، والمعدّلة للمناعة، وذلك بفضل محتواه الغني بالمركبات الفينولية والفلافونويدات.

مسؤولية المريض وتمكينه

في الختام، يؤكد الدكتور فائد على أن الشفاء قرار ومسؤولية شخصية. وينصح المرضى بالابتعاد عن الحلول الجاهزة والخلطات التجارية، والاعتماد على أنفسهم في البحث والتعلم وتجهيز العلاج في مطابخهم. فالمعرفة، والقوة النفسية، والقدرة على تغيير نمط الحياة هي الأسلحة الحقيقية في مواجهة السرطان.


تنويه: هذا المقال يلخص آراء الخبراء والدراسات لأغراض تعليمية فقط ولا يعتبر استشارة طبية.