ينتشر السرطان، هذا المرض الذي يصيب كل الأعمار بلا استثناء، كانتشار النار في الهشيم في كل بلدان العالم. ومعه، ينتشر رعبٌ أشد فتكًا من المرض نفسه. هذا الرعب هو الذي يشل تفكير المصابين لحظة التشخيص، فيرتبكون وتتدهور حالتهم النفسية، رغم امتلاكهم لمعلومات ونصائح قيمة.
الحالة النفسية: نصف العلاج
يعتمد علاج السرطان بشكل كبير على الحالة النفسية للمريض. في الدول الغربية، يُعتبر الدعم النفسي جزءًا لا يتجزأ من بروتوكول العلاج، لأهميته القصوى في مسيرة الشفاء. إن المعلومات والنصائح الصحيحة قد تكون أهم من العلاجات الكيميائية بحد ذاتها.
مرحلة ما قبل السرطان: مؤشرات لا يجب تجاهلها
قبل أن يصل السرطان إلى مراحله الأربعة المعروفة، هناك مرحلة تمهيدية حاسمة لا يتحدث عنها الكثيرون، وهي “مرحلة ما قبل السرطان”. في هذه الفترة، تظهر مؤشرات وعلامات تحذيرية يمكن أن تنبئ بالخطر القادم.
- تضخم البروستاتا: يعاني الكثير من الرجال من تضخم البروستاتا الحميد لسنوات، ويتعاملون معه كأمر بسيط. لكن مع مرور الوقت، قد يتحول هذا التضخم إلى سرطان. لذا، يجب معالجة أي مشكلة في البروستاتا بجدية.
- خلل في تحاليل الدم: قد يعاني شخص من نقص حاد في الكريات الحمراء أو الصفائح الدموية، ويتعامل مع الأمر على أنه مجرد فقر دم. لكن هذا الخلل قد يكون مقدمة لسرطان الدم.
- التكيسات والتورمات: بعض التكيسات، التي قد تبدو حميدة في البداية، يمكن أن تتحول إلى أورام خبيثة مع مرور الوقت، سواء في الرحم، المبيض، الثدي، أو حتى الدماغ.
- مؤشرات إنزيمية: قبل ظهور الورم، قد ترتفع بعض المؤشرات في الجسم مثل الإنزيمات (الليباز، الأميليز، الألدولاز) أو مؤشرات السرطان (مثل PSA للبروستاتا). انخفاض فيتامين “د” أو نقص الحديد المزمن قد يكونان أيضًا من العلامات المبكرة.
ما بعد العلاج: خطر العودة إلى العادات القديمة
من الأخطاء الشائعة الاعتقاد بأن السرطان قد انتهى تمامًا بعد انتهاء العلاج. إذا عاد الشخص إلى نفس نمط الحياة والعادات الغذائية التي سببت المرض في المقام الأول، فمن شبه المؤكد أن السرطان سيعود، حتى لو بعد سنوات. العودة إلى أسباب المرض تعني عودة المرض نفسه.
أنواع السرطان: هل هناك حقًا “سرطان خطير”؟
هناك مفاهيم خاطئة حول خطورة أنواع السرطان. السرطانات التي يظنها الناس خطيرة، مثل سرطان القولون، البروستاتا، الدم، المخ، والبنكرياس، هي في الواقع من أسهل الأنواع في العلاج إذا تم اتباع النهج الصحيح.
في المقابل، السرطانات الهرمونية (الثدي، المبيض، الرحم) قد تكون أكثر استعصاءً، لكنها ليست مستحيلة العلاج. الشفاء ممكن دائمًا، لكنه يتطلب فهمًا عميقًا للمرض وتغييرًا جذريًا في نمط الحياة.
حجر الزاوية في العلاج: نمط العيش
من المستحيل تحقيق الشفاء بالاعتماد على الجراحة والعلاج الكيميائي فقط، بينما يستمر المريض في تناول مسببات السرطان. كيف يمكن للعلاج أن ينجح وجسمك لا يزال يتعرض لنفس السموم يوميًا؟
المنطق بسيط: يجب قطع مسببات السرطان أولًا. العلاج موجود، لكنه يتطلب التزامًا. النساء اللواتي نجحن في علاج السرطان هن اللواتي تحكمن في مطبخهن، وعرفن قيمة البذور والتوابل والأعشاب، وابتعدن عن:
- اللحوم
- المقليات والحلويات
- المشروبات الغازية
- الأجبان
نمط العيش والنظام الغذائي هما العامل الأقوى في رحلة العلاج.
العلاج يبدأ من مطبخك
العلاج الحقيقي لا يأتي في خلطة سحرية تشتريها، بل يبدأ من مطبخك أنت. لقد خلق الله في الطبيعة مكونات للطاقة وأخرى للعلاج.
- مكونات الطاقة: النشويات، البقوليات، الأسماك، وغيرها. هذه لتغذية الجسم.
- مكونات العلاج: هذه هي الأسلحة الحقيقية ضد المرض، وهي ثلاث مجموعات لا تحتوي على سعرات حرارية بل على جزيئات علاجية قوية (مضادات أكسدة، بوليفينولات، فلافونويدات):
- التوابل: الكركم، القرفة، القرنفل…
- البذور: الحبة السوداء، حبوب الكتان، الحلبة…
- الأعشاب الطبية: الزعتر، الأوريجانو…
هذه المجموعات الثلاث هي صيدليتك الطبيعية. اجتهد في البحث عنها واستخدامها. يمكنك البحث عبر الإنترنت عن “anti-cancer foods” لتوسيع معرفتك، لكن ابتعد عن المواقع التجارية التي تبيع خلطات جاهزة.
وصفات عملية مقترحة
هذه مجرد نماذج، ويمكنك ابتكار مئات الوصفات بنفسك:
الخلطة الخماسية (نموذج أساسي): امزج كميات متساوية من المكونات التالية بعد طحنها:
- الزعتر: (من مجموعة الأعشاب)
- الحلبة: (من مجموعة البذور)
- الكروية: (من مجموعة البذور)
- الحبة السوداء: (من مجموعة البذور)
- القرفة: (من مجموعة التوابل)
ملاحظة: على مرضى الكلى توخي الحذر مع القرفة.
الخلطة الرباعية (للتنويع):
- حب الهيل (الكارداموم)
- القرفة
- القرنفل
- جوزة الطيب
طريقة الاستخدام: يمكن تناول ملعقة كبيرة من الخليط صباحًا ومساءً، مع حساء، أو عصير خضار، أو ماء دافئ. لا تخف من التجربة، تمامًا كما تتفنن في طرق طهي البطاطس، تفنن في طرق استهلاك هذه العلاجات.
البروبوليس (العكبر): السلاح الأقوى
يبقى العكبر (البروبوليس) هو المكون الطبيعي الأقوى والمثبت علميًا كمضاد للسرطان. إنه ينظف الجسم ويساعد في علاج جميع الأمراض، بما في ذلك السرطانات والأمراض المناعية.
للأسف، هناك الكثير من التشكيك والمعلومات المغلوطة حوله. الحل الأضمن هو البحث عن بروبوليس نقي ومضمون، وغالبًا ما يكون على شكل كبسولات لتجنب المنتجات المغشوشة.
خلاصة الطريق إلى الشفاء
- النظام الغذائي يمثل 50% من العلاج.
- اقطع تمامًا: اللحوم، السكر الأبيض، الأطعمة المصنعة، والزيوت المهدرجة.
- تناول بكثرة: النشويات، البقوليات، الخضر، الفواكه، والأسماك.
- تحكم في علاجك: لا تعتمد على خلطات جاهزة. اشترِ المكونات الصحيحة واطحنها بنفسك.
- الحالة النفسية: ابتسم وانشرح، فالشفاء لا يأتي مع التوتر والاندفاع. تعلم كيف تعالج نفسك، فالعلاج رحلة معرفة وصبر، وليس مجرد إنفاق للمال.